Purple Rose of Cairo

This is a space for free expression and to speak out against hypocrisy; It’s a space where we can speak of daily problems no matter how trivial; It’s a space for confronting our issues and discussing them honestly.

Sunday, December 30, 2007

السينما المصرية تنتهى الى "هى فوضى" و "حين ميسرة" و خالد يوسف فى نهاية 2007

هل علينا العيد الكبير مع نهاية عام 2007 بموسم سينمائى غزير الانتاج ... خطير المضمون ... و عجيب الشكل
او ده رأيى الغير متخصص ... فانا مشاهدة عادية باتأثر برأى اولادى و اصحابى اللى بيشوفوا الأفلام معايا و كلام النقاد و الجرايد
السينمات بتعرض عدد كبير من الأفلام و الجمهور اقبل عليها بتعطش و الشباك حقق ارقام تفرح كتلتين (الانتاج -توزيع-دور العرض) اللى محتكرين صناعة السينما و متنازعين على تقسيمها بينهم
و الحالة الاحتكارية دى افرزت نوعية مختلفة من الأفلام ممكن نختلف على تقييمها فنيا و لكن مش ممكن ننكر انها حالة جديدة ... السوق بكل اطرافه (بايع و مشترى) هجر كوميديا النجم الواحد (سعد و هنيدى و حلمى الخ) و راح بشكل ميلودرامى و تحريضى لأفلام "احنا بنكره عيشتنا" و الفساد الحكومى و علاقاته المشبوهة بعالم الجريمة و الدعارة و المخدرات و التيار الاسلامى الخ الخ الخ... السوق بقى له شكل جديد و البضاعة المعروضة كلها شبه بعض و الناس متهافتة عليها لانها محتاجاها ... الشكل مش جميل و صناع الجمال زى داوود عبد السيد و اسامة فوزى و خيرى بشارة ماعليهمش طلب (ستر ربنا انه محمد خان كان له فيلم فى اوائل السنة) و الأستاذ يوسف شاهين نجح جماهيريا لأول مرة فى تاريخه لتعاونه فى "هى فوضى" مع بياع ماهر - خالد يوسف
و البياع عرف يستثمر الشراكة لصالح فيلمه "حين ميسرة" و قدر بالفيلمين ينافس فيلم "الجزيرة" لصنايعى حريف هو شريف عرفة اللى مانقدرش ننكر انه بيطلع افلام جيدة الصنع
الجمهور سعيد و منبهر و التصفيق فى نهاية العروض مدهش الا اقلية ممكن تدعى متحزلقة طالعة من هى فوضى بتسأل هو فين يوسف شاهين؟ ... الحقيقة يوسف شاهين غاب عن الفيلم تماما و لكن اذا كان الأستاذ محتاج بعد السنين دى كلها و افلامه اللى اضافت لنا الكثيرانه يتعكز على خالد يوسف ويطلع فيلم يفرح بنجاحه التجارى حندعيله ان ربنا يمد فى عمره و يسعده ... و تكون دعوتنا له اقل عرفان بالجميل لأنه اخرجلنا عودة الابن الضال و العصفور و باب الحديد و الاختيار و اسكندرية ليه و المهاجر ... و القائمة طويلة جدا
اما "هى فوضى الجزء الثانى" او ما يعرض باسم "حين ميسرة" فهو فيلم يحسب على و لخالد يوسف
يحسب له اخراج طاقة تمثيل و اداء رائع من عمرو عبد الجليل و وفاء عامر و غادة عبد الرازق و سمية الخشاب و باقى الممثلين ... الحقيقة كلهم ادوا ادوارهم بصدق و حرفية
يحسب له انه فى الساعة الأولى من الفيلم قدر ينقل حياة العشوائيات بشكل حقيقى و لكن مع تطور الأحداث و كثرتها الموضوع اصبح كاريكاتيرى و هربت منه و تاهت منا كمشاهدين و ينتهى الفيلم و تبدو الرسالة اننا لازم نحرقها و نجيب عاليها واطيها و انه الحكومة و المعارضة و الشعب متواطئين و الخراب بيعم و مافيش فايدة و ماينفعش نستنى "حين ميسرة" ... و بعد ده كله يطلع علينا خالد يوسف بصوته و يقول على فكرة يا جماعة ده كله مش كفاية لأنه الواقع اسوء ... فنطلع كلنا نقول ايه؟ مافيش امل و لازم نحرقها؟ احنا شعب يستاهل الحرق؟ ماينفعش نقاوم؟ مافيش فى مصر اى حد يعرف يعمل اى حاجة؟ مافيش حتى حلم نقدر نمسك فيه؟
الحلم بالنسبة لى انه فى 2008 حاروح السينما مع اولادى و اصحابى و اشوف فيلم مصرى جيد الصنع لمخرج له رؤية فنية و مضمون حقيقى و صادق و الجمهور حيقبل عليه و حيحقق ايرادات لمنتجين و موزعين من خارج الكتلة الاحتكارية و النقاد حينقدوا الأفلام و مش حينسحبوا فى تيار التجارة و المجاملات
و كل سنة و احنا طيبيين

Tuesday, December 11, 2007

اهداء - للمشروع القومى - القراءة للجميع

لولا أن ريزارد كابوشينسكى مات فى اوائل هذا العام انا كنت رحتله بولندا و حبيت على راسه و قلتله شكرا على وصفك التفصيلى لما يحدث من حولنا
الأستاذ كابوتشينسكى الله يرحمه كان صحفى بولندى متخصص فى تغطية الثورات و الانقلابات
قام بتغطية ثلاثة و عشرين ثورة و انقلاب و كتب عدد من الكتب اهمها
الأمبراطور -عن هيلا سيلاسى أمبراطور الحبشة
يوم آخر فى الحياة - عن حرب تحرير انجولا
و ملك ملوك ايران - عن الشاه الأخير محمد رضا بهلوى
كتابه عن شاه ايران سحرنى
فهو يصف حكم الشاه و اخر ايامه و قيام ثورة الخمينى و ينتهى بوصف الوضع فى ايران بعد الثورة مباشرة
سرده بينتقل بين مشاهدته لبعض الصور الفوتغرافية و تجوله فى شوارع طهران و تدوينه لبعض الأحداث
استوقفنى منها التالى
تختلف الثورة عن الانقلاب العسكرى او الاستيلاء على السرايا فى كونها غير مخطط لها

و ساعة انفجار الثورة تفاجىء الجميع

تفاجىء حتى الذين يسعون اليها
فيقفون على الهامش مندهشين لاندلاعها التلقائى و قدرتها المدمرة لكل ما يقف فى طريقها
.....
يسبق كل ثورة حالة من الأرهاق العام
و العدوانية المكبوتة
السلطة لا تحتمل الأمة التى توترها
و الأمة لا تحتمل السلطة المكروهة
السلطة اهدرت كل مصداقيتها
و الأمة فقدت صبرها
.....
ما هى اللحظة التى تقرر مصير الوطن و الشاه و الثورة؟
هى تلك اللحظة التى يتجه فيها العسكرى الى المتظاهر الذى يقف على حافة تجمع من الناس
ناس عاديين جدا و مجهوليين
لكن تجمعهم فى تلك اللحظة له معنى تاريخى
يرتفع صوت العسكرى و يأمر المتظاهر بالانصراف مطمئنا لسابق تجربته التى علمته أن المواطن سوف ينكمش و يتقهقر خوفا منه
و مع خوف و انسحاب المواطن تنتشر موجة الخوف و ينسحب المتظاهرين و يتكرر سيناريو مألوف للطرفين
الا أن السيناريو يختلف هذه المرة
يرتفع صوت العسكرى و ينظر له المواطن بخليط من التبجح و الحذر
و يبقى فى مكانه متحديا سلطة الزى العسكرى
وينظر حوله فيرى نفس نظرة التحدى المخلوطة بالخوف على وجوه الآخرين
و يرتفع صوت العسكرى ثانية
و لكن يبقى الجمع واقفا
فينتظر العسكرى ظهور الطرف الثالث الذى يقوم بدور حليف العسكرى فى هذا السيناريو المتكرر الا ان الحليف غائب
لم يحضر الخوف لاداء دوره المعتاد
و نظرا لغياب الخوف يتغير السيناريو
.....
فى كل ثورة تتصارع الحركة مع النظام
تهاجم الحركة النظام و تحاول أن تدمره
بينما يدافع النظام عن نفسه و يحاول أن يطفىء الحركة
الطرفين اقوياء و لكن لكل منهما خصائص
الحركة تلقائية و مندفعة و تتميز بالحراك و سرعة التوسع و لكنها موقوتة
اما النظام فهو يتغذى على قوة من بداخله و لديه مقاومة و قدرة على البقاء
تأسيس اى نظام عملية سهلة
و لكن التخلص من الانظمةأصعب بكثير
......
يقول كبوتشينسكى ان ثورة ايران هى الثورة السابعة و العشرين فى تاريخى الصحفى
فى وسط الدخان و الصخب
تسقط الحكومات و يتغير الحكام و يبقى - للاسف - العجز
لجان ما بعد الثورة الأيرانية تذكرنى ببوليفيا و موزامبيق و السودان و بنين
غرف مغلقة مليئة بالدخان و النقاش و لا احد يعلم ماذا يفعل
كثير من الخطب - بعضها رائع الذكاء و كثيرها دون المتوسط
و لكن الجميع يرحل و هو فخور بالخطبة التى القاها
و يبقى العجز و يبقى التخلف
.....
كيف نكسر دائرة العجز؟
تكسر دائرة العجز عن طريق تنمية القرية
سوف يبقى التخلف طالما القرية متخلفة
حتى لو اصبح لدينا خمسة الاف مصنع

Shah of Shahs
Ryszard Kapuściński

Labels: