اهداء - للمشروع القومى - القراءة للجميع
لولا أن ريزارد كابوشينسكى مات فى اوائل هذا العام انا كنت رحتله بولندا و حبيت على راسه و قلتله شكرا على وصفك التفصيلى لما يحدث من حولنا
الأستاذ كابوتشينسكى الله يرحمه كان صحفى بولندى متخصص فى تغطية الثورات و الانقلابات
قام بتغطية ثلاثة و عشرين ثورة و انقلاب و كتب عدد من الكتب اهمها
الأمبراطور -عن هيلا سيلاسى أمبراطور الحبشة
يوم آخر فى الحياة - عن حرب تحرير انجولا
و ملك ملوك ايران - عن الشاه الأخير محمد رضا بهلوى
كتابه عن شاه ايران سحرنى
فهو يصف حكم الشاه و اخر ايامه و قيام ثورة الخمينى و ينتهى بوصف الوضع فى ايران بعد الثورة مباشرة
سرده بينتقل بين مشاهدته لبعض الصور الفوتغرافية و تجوله فى شوارع طهران و تدوينه لبعض الأحداث
استوقفنى منها التالى
تختلف الثورة عن الانقلاب العسكرى او الاستيلاء على السرايا فى كونها غير مخطط لها
و ساعة انفجار الثورة تفاجىء الجميع
تفاجىء حتى الذين يسعون اليها
فيقفون على الهامش مندهشين لاندلاعها التلقائى و قدرتها المدمرة لكل ما يقف فى طريقها
.....
يسبق كل ثورة حالة من الأرهاق العام
و العدوانية المكبوتة
السلطة لا تحتمل الأمة التى توترها
و الأمة لا تحتمل السلطة المكروهة
السلطة اهدرت كل مصداقيتها
و الأمة فقدت صبرها
.....
ما هى اللحظة التى تقرر مصير الوطن و الشاه و الثورة؟
هى تلك اللحظة التى يتجه فيها العسكرى الى المتظاهر الذى يقف على حافة تجمع من الناس
ناس عاديين جدا و مجهوليين
لكن تجمعهم فى تلك اللحظة له معنى تاريخى
يرتفع صوت العسكرى و يأمر المتظاهر بالانصراف مطمئنا لسابق تجربته التى علمته أن المواطن سوف ينكمش و يتقهقر خوفا منه
و مع خوف و انسحاب المواطن تنتشر موجة الخوف و ينسحب المتظاهرين و يتكرر سيناريو مألوف للطرفين
الا أن السيناريو يختلف هذه المرة
يرتفع صوت العسكرى و ينظر له المواطن بخليط من التبجح و الحذر
و يبقى فى مكانه متحديا سلطة الزى العسكرى
وينظر حوله فيرى نفس نظرة التحدى المخلوطة بالخوف على وجوه الآخرين
و يرتفع صوت العسكرى ثانية
و لكن يبقى الجمع واقفا
فينتظر العسكرى ظهور الطرف الثالث الذى يقوم بدور حليف العسكرى فى هذا السيناريو المتكرر الا ان الحليف غائب
لم يحضر الخوف لاداء دوره المعتاد
و نظرا لغياب الخوف يتغير السيناريو
.....
فى كل ثورة تتصارع الحركة مع النظام
تهاجم الحركة النظام و تحاول أن تدمره
بينما يدافع النظام عن نفسه و يحاول أن يطفىء الحركة
الطرفين اقوياء و لكن لكل منهما خصائص
الحركة تلقائية و مندفعة و تتميز بالحراك و سرعة التوسع و لكنها موقوتة
اما النظام فهو يتغذى على قوة من بداخله و لديه مقاومة و قدرة على البقاء
تأسيس اى نظام عملية سهلة
و لكن التخلص من الانظمةأصعب بكثير
......
يقول كبوتشينسكى ان ثورة ايران هى الثورة السابعة و العشرين فى تاريخى الصحفى
فى وسط الدخان و الصخب
تسقط الحكومات و يتغير الحكام و يبقى - للاسف - العجز
لجان ما بعد الثورة الأيرانية تذكرنى ببوليفيا و موزامبيق و السودان و بنين
غرف مغلقة مليئة بالدخان و النقاش و لا احد يعلم ماذا يفعل
كثير من الخطب - بعضها رائع الذكاء و كثيرها دون المتوسط
و لكن الجميع يرحل و هو فخور بالخطبة التى القاها
و يبقى العجز و يبقى التخلف
.....
كيف نكسر دائرة العجز؟
تكسر دائرة العجز عن طريق تنمية القرية
سوف يبقى التخلف طالما القرية متخلفة
حتى لو اصبح لدينا خمسة الاف مصنع
Shah of Shahs
Ryszard Kapuściński
Labels: books
3 Comments:
At 1:15 PM, Anonymous said…
الكتاب ده موجود عربى؟
انا لقيته انجليزى من لنك الكاتب
At 1:27 PM, Anonymous said…
Thank you for the review. I got the book and read it ... It is excellent
At 7:52 PM, Purple Rose of Cairo said…
الكتاب حاليا بيترجم و حينشر مع دار ملامح للنشر
شريف ... نورت البلوج
مبسوطة انك قرأت الكتاب
Post a Comment
<< Home