انا كل يوم باشوف أجمل منظر فى القاهرة ...الهرم و النيل و الخضرة ...و من الشباك الورانى باشوف القلعة كمان و ده بيساعدنى أقبل القاهرة و بيصبرنى عليها لأنه من الشباك الورانى برضه باشوف منظر ثانى خالص
باشوف مبانى كثير على الطوب الأحمر طالع منها اسياخ حديد
زى ما يكون القاهرة بقت موقع للبناء
منظر بيخلينى أفكر هو ايه اللى جرالنا؟ هو احنا ليه بقى شكلنا كدة؟
ستةعشر مليون مصرى بيشقوا و بيتعبوا و بيجروا على اكل عيشهم علشان يقدروا يعيشوا فى القاهرة
جرينا ورا اكل العيش افقدنا حاجات كثير
افقدنا الاحساس بالجمال
افقدنا الحلم
افقدنا طباعنا الحلوة
افقدنا اجمل ما كان فينا
عايزين ناكل و نشرب و نسكن
نسكن فى اى حاجة
نسكن تحت اى ظروف
و ايه النتيجة؟
النتيجة انه اغلب مبانى القاهرة بقت تحت التشطيب ... مش متشطبة ولا فى حد عاوز يشطبها
اللى بنوها حطوا القرش على القرش علشان يبنوا حيطان و سقف
و لما جالهم قرشين كمان ركبوا ابواب و شبابيك
و لسة مستنيين قرشين ثانيين علشان يعلوا دور والا دورين للاولاد
و فى منهم جالهم شوية فلوس قاموا شاريين ديش ... اصله الديش بيخرجهم من الغلب اللى هما فيه و بيجيبلهم دنيا أجمل
اصل دنيتهم بقت قبيحة ... قبيحة جدا
لكن لما باقرب شوية من المبانى اللى على الطوب الأحمر و طالع منها اسياخ حديد بالاقى ناس مش مستكفيين باى سقف و حيطة
و مش راضيين عن البشاعة اللى محاوطاهم و عاوزين حاجة اكثر شوية
ببساطة عاوزين شوية جمال
فى واحد زارع لبلابة طالعة على بلكونته مغطياها
و فى كذة واحد عامليين غية حمام بالخشب البغدادلى
و فى واحدة زارعة جهنميات مزهرين بالوان شرحة
و كل شوية الاقى بلكونة مدهونة و مرسوم عليها مناظر طبيعية او حائط مرسوم عليه الكعبة و واحد ثانى عليه رسومات اطفال
الناس دى اقلية وسط الأغلبية اللى مابقتش بتدور على اى شىء جميل
الأغلبية اللى مابتحسش بالجمال و لا محتاجاه
الأغلبية المطحونة اللى بتتعب و تشقى علشان ادنى مستوى معيشة
مش بتحلم الا بالأكل و الشرب... و سقف يسترها
اى سقف و السلام
Labels: حياة