اللى يزور ايده تتشل - مشهد تانى من انتخابات مجلس الشعب
المكان: الرصيف خارج مجمع مدارس العوايد بدائرة الرمل
الزمان: الساعة العاشرة صباحا
الشخصيات:
عبدالسلام محجوب (وزير حالى و محافظ سابق) و مجموعة من منظمى حملته الانتخابية و عشرات من انصاره
صبحى صالح (مرشح مستقل - يعنى منتمى الى جماعة الاخوان المسلمين) و منظمى حملته (اقل عددا من حملة سيادة الوزير) و عشرات من انصاره
عميد شرطة بدين و من حوله بعض ظباط الشرطة و مجموعة من المدنيين او رجال شرطة بملابس مدنية (هما شكلهم شرطة بس مابيعترفوش انهم شرطة) و كام عسكرى غلبان
ثلاث مراقبين من المجتمع المدنى (بما فيهم امة الله) و اثنين صحفيات اجانب
وسط صخب العشرات المتكتلين فى ثلاث مجموعات خارج مجمع المدارس اتجه الى البوابة
يعترض طريقى رجل بملابس مدنية: انتى رايحة فين؟
اطلعه على تفويض المنظمة لمراقبة او متابعة او رقابة الانتخابات (عليه هو اختيار الاسم اللى يناسبه) و اطلب منه السماح بالدخول فينظر لى بتهكم شديد و يسألنى: جاية تراقبى ايه؟ انتى مش شايفة سيادة الوزير؟
اسأله ببراءة مصتنعة: المرشح عن الحزب الوطنى - عبدالسلام محجوب؟
فيجاوب بصوت رنان: الوزير عبد السلام محجوب و يالا امشى من هنا
اسأله عن اسمه و رتبته و انا ممسكة بقلمى و الاجندة الت احرر فيها التقرير فينظر لى باستهزاء شديد و يقول: و انتى مالك و مال اسمى؟
اغير سؤالى: حضرتك رجل الشرطة المسؤول عن اللجان؟
فيضحك و يكرر: و انتى مالك ... يالا امشى من هنا و متعمليش زحمة علشان الناس تدخل تنتخب
اثناء هذا الحديث صحفية اجنبية (بشعر اصفر و شايلة كاميرة و كارنيه صحافة) تحاول دخول اللجنة و يعترضها رجل مشابه لالذى طردنى
الصحفية التانية تصورنا من على بعد اتنين تلاتة متر
يعلو صوت الظابط او البلطجى او المواطن اللى اعترض طريقى بانجليزية ركيكة (هومش مطلوب منه يتكلم انجليزى بس فعلها متطوعا) و يطلب منا الرحيل
انسحب و من خلفى الصحفيتين الاجانب و نعبر الشارع للرصيف المواجه للمدرسة
يلتف من حولنا انصار مرشح الجماعة المحظورة و ثلاث مندوبين منعوا من دخول اللجان. يتصدر عنهم شاب يتحدث الانجليزية بطلاقة مع الصحفيات الاجانب و يشكو انهم منعوا من الانتخاب و يناولنى صور من توكيلات المندوبين الذين منعوا من دخول اللجان
يستمر الحديث و الشكوى لحظات ثم يظهر صبحى صالح مرشح الاخوان و يلتف انصاره من حوله و اخرج انا و الصحفيتين من الدائرة لنقف فى وسط الشارع بجوار عميد الشرطة و رجاله ( ومن ضمنهم التنين اللى منعونا من الدخول) و اظن انهم من الأمن
فى نفس اللحظة يخرج الوزير عبدالسلام محجوب و موكبه من داخل المدرسة
يعلو هتاف انصار مرشح الجماعة: باطل ... باطل ... المحجوب باطل
ينظر المحجوب من وسط موكبه و يبتسم
الصحفيات يكتبن و يصورن
العميد البدين المترهل يقترب مننا فاندهش من مظهره الرث و رائحته الكريهة و افقد كل ما تبقى من احترام للشرطة
يعلو هتاف الاخوان مرة اخرى
اللى يزور ايده تتشل
اللى يزور ايه تتشل
اسرح لحظة و اتخيل شارع المدرسة مليان ناس ايدها مشلولة