الشرطة و الشعب فى خدمة الوطن
من يوم اضراب 6 ابريل و انا نفسى اكتب لكن وقتى ماسمحش علشان كنت باجرى وراء أكل العيش و شباب معتقلين و اقسام بوليس و سجن المرج ومركز هشام مبارك و باخوض تجارب جديدة علي و باصاب باحباط و دهشة و بانحنى احتراما و اكتشف بطولات انسانية و باحاول افهم و احلل و اقبل و ارفض ...
و فى وسط الزحمة دى فى فكرة مش راضية تفارقنى و محيرانى و واخذة عقلى و مجننانى
وزارة الداخلية فيها ذكاء منظم لخدمة جهة ما والا عشوائية؟؟؟؟
و كل ما افكر و اراقب و ارصد و احلل مؤشرات اقتنع اكثر انها عشوائية
و دى الحقيقة فكرة مرعبة ...
حتى لو كنت بتكرة الكيان الهلامى المرعب اللى اسمه وزارة الداخلية و رجالته من العسكر
عشوائية تصرفات رجال الداخلية حاجة مربكة و ماتطمنش ابدا لأن الواحد منا فى الآخر عاوز يخطط تصرفاته و سلوكياته بناءً على توقعات
و فى التعامل مع وزارة الداخلية مابنعرفش ايه اللى ممكن يحصل و المسألة شخصية جدا -
يعنى التعامل كله مرتبط بشخص العسكرى او الظابط اللى بتتعامل معاه و مزاجه ساعة التعامل و الظروف المحيطة وليدة اللحظة ... غالبا بيكون فى سياسة و استراتيجية على مستوى أعلى فى الهيكل الهلامى و لكن يبدو انهم ما عندهمش سلسلة تواصل بالرغم من وجود هرم سلطة من نوعٍ ما
و المؤكد برضه انه الداخلية مستقلة عن كل الوزارات و الجهات الحكومية و التعامل مع الجهات الأخرى مختصر على اصدارالتعليمات و الأستحواذ على كل الملفات و التعامل معها بشكل أمنى
و مجالس الوزراء و الشعب و الشورى بيتبعوا التعليمات و يبصموا عليها و يقولوا آمين
و فى اطار دولة دستورها المعدل اخيراً جعلها دولة بوليسية ده شىء متوقع و مفهوم
لكن الكارثة الحقيقية انه وزارة الداخلية تصرفاتها عشوائية و غير منظمة
و الكارثة انها موظفة مليون مصرى و ميزانيتها تضخمت بشكل غير مسبوق
و كمان مختصمة المواطن المصرى و عاوزاه يخدم معاها تحت شعارها المستحدث "الشرطة و الشعب فى خدمة الوطن" وكل ده
بحجة الأمن القومى و أمن الدولة
و الأمن القومى و أمن الدولة مش مرتبطين باى شكل من الأشكال بأمن المواطن و لا باستقراره المادى و المعنوى
يعنى لو المواطن بيشتكى من الفقر و الجوع مش مهم
لو المواطن مش قادر على غلاء الأسعار برضه مش مهم
لو مش لاقى رعاية صحية و لا تعليم يبقى أحسن علشان يمرض و يجهل و مايوجعش دماغنا
و لو عنده أزمة سكن يبقى يتدفن فى العشوائيات و نحاصره و ذلك أفضل
و لو اضرب او تظاهر يتضرب و يتسجن
و ساعتها اللى كان بيفكر يقلده حيتلم و يمشى جنب الحيط
طيب ايه اللى حيحصل لما المضربين و المتظاهرين يكثروا زى ما حصل فى المحلة؟
الداخلية حتلم شوية ناشطين على شوية قيادات عمالية وتفصل قضية تنظيم و تحظره لغاية مالناس تهدأ
و الحكومة حتصرف شوية حوافز على منح على زيادات و هى متضررة لأنها بتاخذ من حساب الفساد
و بعدين الناس حتكتشف انه كل ده مش مكفى معدلات التضخم الناتجة عن مؤشر فساد بيلتهم كل معدلات النمو الاقتصادى
و الناس حترجع تتظاهر و تضرب
و كل مرة الأعداد حتزيد و حتحتاج الداخلية تجند ناس اكثر و بالتالى تحتاج ميزانية اكبر
و طبعا الميزانية مش بتتوزع بشكل عادل على كل رجالة الداخلية
و ولاءهم حيتناقص و فاعليتهم حتقل و قناعتهم حتتغير
و حيجى يوم و حيفقدوا السيطرة على معدلات الجريمة المتزايدة مع معدلات الفقر
و حيفقدوا السيطرة على حلفائهم من قيادات الجريمة
و حيفقدوا دعم رجال الأعمال اللى بيدعموا السلطة
حيجى يوم و عشوائيتهم حتنقلب عليهم
مش قادرة اتصالح و لا اتقبل اللى بيعملوه فى البلد دى
و مش قادرة اعمل حاجة غير انى اكتب لأننى عاجزة عن التصدى لهم بشكل ذكى او منظم
زيى زى أغلب شعب بلدى