دمشق - بيروت - القاهرة
قعدت بعد اذان المغرب اسمع الحكواتى فى قهوة النوفارة فى حارة القيميرية خلف المسجد اللأموى فى دمشق علشان انسى الأزمة الاقتصادية و انفلوانزا الطيور و الصراع السنى الشيعى و المد الفارسى و احكام محكمة النقض ببطلان عضوية ثلث مجلس الشعب و مشاكل اولادى و كبر امى و حاجات كثيرة قوى شاغلة بالى و منكدة عليا حبتين اليومين دول
و لحد كبير قدرت حواديت دمشق الساحرة و النهضة الحضارية للشام القديمة ترفع من معنوياتى
و بعد يومين شدينا الرحال على بيروت
و صخب بيروت و الاحساس بالحرية فيها نسانى مؤقتا كل همومى
و لكن بمجرد ما ركبت الطيارة علشان ارجع لأرض المحروسة
ابتديت اقارن بين دمشق و بيروت و القاهرة
و اللى فجر فيا المقارنة مضيف مصر للطيران اللى رفع كيس مشترواتى من مطار بيروت للمكان المخصص له فوق مقعدى
و بعدين سألنى لو كان الكيس فيه ويسكى؟! لأنه هو مابيشيلوش
سكتت لحظة و طمنته انه الكيس مافيهوش ويسكى
و انه فيه مكسرات و حلويات و عرق لبنانى
كشر فى وشى و قاللى : لو كنت اعرف ماكنتش شيلته
سكتت خالص و قعدت مكانى
كان نفسى اقوله يدور على شغل ثانى لأنه معرض لنفس الموقف فى كل رحلة
و لأنه ملزم كمضيف انه يساعد الركاب و كثير منهم بيشتروا "خمرة" من السوق الحرة
الا طبعا لو اشتغل على خط جدة او الرياض
و انا مستغرقة فى المقارنة بين اهل دمشق من سنة و علويين و يهود و مسيحين
و اهل بيروت اللى من كل ملة و دين و انتماء سياسى
و اهل مدينتى اللى باحبها
انتابتنى حالة غيرة مخيفة
و سيطر عليا سؤال واحد
احنا ليه بقينا نرفض اى حد مش شبهنا
و مين اللى مخوفنا من كل ملة و دين
و احنا ليه بقينا عدوانيين
و ماحدش فينا بيحترم التانى
و ماحدش فينا بيحترم شغله
و ماحدش بيبتسم فى وش الثانى و لا يقوله صباح الخير
القاهرة - مدينتى - قد سوريا كلها
و شبرا اكبر من لبنان على بعضها
و الادب الموسيقى و السينما المصرية هما اللى شكلوا الوعى الثقافى لكل اللى قابلتهم فى دمشق و بيروت
و مع ذلك انا مش قادرة اتغلب على شعورى بانهم بالرغم من مشاكلهم الكثيرة ماشيين لقدام
و احنا بالرغم من مقوماتنا العظيمة راجعين لورا
0 Comments:
Post a Comment
<< Home