و للسفر مزايا كثيرة ... و عيوب ايضاً
و اخيراً عدت الى القاهرة
عدت الى بيتى و اهلى و اصدقاءى
عدت الى سماء صافية و شمس دافئة
عدت الى الفوضى و الضوضاء و التلوث
و الجرائد المليئة بالاخبار البائتة
و البرامج التلفزيونية السخيفة و السطحية
و الافلام الرديئة الصنع و المبتذلة
ولكنى حقا سعيدة
امضيت اربعة اسابيع فى انجلترا و الولايات المتحدة
طاردنى فيهم الصقيع و الثلج بشكل يدعو للشعور بالاتطهاض
فمجرد أن وصلت الى لندن افرغت السماء ما في بطنها من ثلج لأول مرة هذا العام
و تكرر نفس السيناريو فى كل مدينة زرتها فى الولايات المتحدة
لدرجة انى تخيلت أن الثلج سوف يأتى معى للقاهرة
لكن الحمد لله ربنا سترها معايا و مع القاهرة
أكيد القاهرة مش حمل قسوة الثلج و اللى فيها مكفيها
الثلج شىء جميل من خلف شباك مغلق فى غرفة دافئة
و لكنه قاسى جدا على المشردين الذين يسكنون شوارع لندن و بوسطن و واشنجطن
و على مدى اربعة اسابيع لم تفارقنى هذه الفكرة و افكار اخرى و انا اجرى من مكان الى الاخر فى تلك المدن
كنت اجرى من موعد الى الاخر و انا افكر فى الفرق بين تلك المدن و القاهرة
احقد على نظافتهم و نظامهم و جمال مبانيهم القديم منها و الحديث
و احمد ربنا على جو مصر الحنون على ابنائها
و اعد نفسى بالا اشكو من جو مصر ابداً
فى واشنجطن تنازلت عن مبداء كنت تبنيته على مدى سنين طويلة
و هو الا اتعاطف و لا اساعد متسول فى بلد غريب
كان ذلك مبدأءى من منطلق أنه اى محتاج فى مصر اولى بالمساعدة
لكن منظر المشردين و كثرتهم فى شوارع عاصمة الولايات المتحدة - جعلنى اراجع موقفى
و جعلنى افكر فى النظام العالمى الجديد و القوى العظمى و توزيع الثروة بين البلاد و داخلها
و طبعا جعلنى افكر فى حالنا فى مصر
و طبعا جعلنى اقارن بين حالنا و حالهم
فى لندن ذهبت لاشاهد فيلم اسمه "العراق مجزء" - فيلم تسجيلى لصانع افلام امريكى اتعرفت عليه فى القاهرة
وهو صانع الفيلم بكل معانى الكلمة
فلقد قام جيمس لونجلى بتصوير و اخراج و مونتاج الفيلم و بميزانية هزيلة
و لكن النتيجة فيلم رائع يشهد على ان جيمس لونجلى صانع الفلام مبدع و متميز
و لكن الملفت للنظر بالسبة لى كان ان هذا الفيلم يعرض فى دار عرض كبيرة نسبيا و بجوار افلام هوليودية عملاقة
و أن الجمهور مقبل على مشاهدته لدرجة ان السينما كانت كاملة العدد على مدى يومين
و طبعا فكرت فى حال السينما فى مصر
و طبعا قارنت بين جمهورنا و جمهورهم
فعلا للسفر مزايا كثيرة و لكن لسفر عيب ايضا
السفر يدعو للمقارنة
و كثيرا ما تكون المقارنة مؤلمة
و كثيرا ما تكون محبطة
و كثيرا ما تكون محفزة
3 Comments:
At 2:24 PM, Anonymous said…
ايه وجه المقارنة؟؟؟
و ازاى ممكن المقارنة تكون محفزة
كفاية تفاؤل و مثالية يا بربل
At 4:43 PM, ahmad said…
باديء ذي بدأ ، عود أحمد
ووحشتينا و كلام منده
و لكن:
الفيلم المذكور مرشح للأوسكار!! أوسكار ، و ده معناه فرد مساحات له في القاعات ، و شكله فيلم كويس فعلا
طبعا باتكلم عن هناك ، احنا ما شميناش ريحة أفلام الأوسكار غير الاسبوع اللي فات ، و طبعا اختاروا أكثرهم جماهيرية
بس العيب في الجمهور اللي مش عاوز يستذوق شوية ، و يغلط و يدخل فيلم تسجيلي
هو الشعب ده مش حيتربى بقى يا روز؟
:)
At 5:36 PM, Purple Rose of Cairo said…
انونيمس المقارنة ممكن تحفزنا و نحول نعالج عيوبنا و نرتقى بانفسنا
احمد احنا لازم نربى نفسنا ... مش احنا الشعب والا حضرتك مش من البلد دى؟؟؟!!
Post a Comment
<< Home